ائتلاف الوزارات بمملكة اطلانتس الجديدة أرض الحكمة
وزارة الشباب و الرياضة
القائم بأعمال وزارة الشباب و الرياضة
“”الرياضة، وسيلة فعالة لمحاربة الاكتئاب”
يعد الاكتئاب السبب الرئيسي لاعتلال الصحة والعجز في جميع أنحاء العالم حسب تقديرات صادرة عن منظمة الصحة العالمية (المنظمة)، فإن هناك أكثر من 300 مليون شخص يعيشون الآن حالة اكتئاب، أي بزيادة تجاوزت نسبتها 18% في الفترة الواقعة بين عامي 2005 و 2015.
وفي فعالية عقدت اليوم الخميس بالمقر الدائم بنيويورك، برزت الرياضة كوسيلة فعالة لمعالجة بعض أنواع الاكتئاب. وهو حقيقة أقر بها عدد كبير من الاختصاصيين المشاركين في الحدث.
مزيد من التفاصيل في تقرير مي يعقوب:
“دور اللياقة البدنية في تعزيز الصحة العقلية ومنع الاكتئاب”، عنوان فعالية عقدت اليوم بالمقر الدائم بمناسبة يوم الصحة العالمي الذي تحييه الأمم المتحدة في 7 من نيسان / أبريل من كل العام، والذي يركز هذه السنة على مرض الاكتئاب.
من بين المشاركين في الحدث الذي نظمته شعبة التوعية بإدارة شؤون الإعلام، وبالتعاون مع حركة “ Move to empower” ، نائب المدير التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور فيرنر أوبيرمير، الذي ركز في كلمته على أهمية التحدث عن الاكتئاب كخطوة أولى لمعالجته، مشيرا إلى حملة أطلقتها منظمة الصحة تحت عنوان “ دعونا نتحدث عن الاكتئاب”، تهدف إلى زيادة عدد من يسعى من المصابين بالاكتئاب في جميع البلدان إلى طلب المساعدة والحصول عليها.
أما عن الأسباب المؤدية إلى الاضطرابات العقلية وطرق معالجتها، فأوضح الدكتور فيرنر أوبيرمير:
“عوامل الخطر المؤدية إلى الاضطراب العقلي تشمل الفقر الاستبعاد الاجتماعي، العنف، رفض الأقران، الانعزال، وانعدام الدعم الأسري. عوامل حماية الرفاهية النفسية ترتبط بالتماسك على المستوى المجتمعي – ومن الواضح أن الرياضة هي وسيلة أساسية لتوليد انخراط مجتمعي -، الرفاهية العائلية، تحسين المهارات الفردية، والوصول إلى الخدمات الاجتماعية الصديقة للمراهقين، وهي الخدمات التعليمية والصحية.”
وقال ممثل منظمة الصحة العالمية إن الحالة الجسدية تؤثر بشكل كبير على الصحة العقلية، مشيرا إلى أن واحدا من كل خمسة أشخاص في حالات الطوارئ الإنسانية والصراعات، يصاب بالاكتئاب والقلق. وفي المناطق الحضرية حيث تعاطي المخدرات آخذ في الازدياد، تزيد نسبة الاكتئاب خاصة مع ارتفاع ظاهرة عدم الاختلاط وحياة العزلة على الصعيد المجتمعي.
من جانبه أشار الدكتور ستيفين جوزيفسون، هو طبيب علم النفس السريري، متخصص في إدارة القلق والإجهاد والطب السلوكي، إلى أن ارتفاع معدل الاكتئاب بين صفوف الشباب لا يرجع فقط إلى أسباب جينية. فالجينات وحدها لا تتغير بهذه السرعة.
الدكتور جوزفسون كان يشارك في الحدث بوصفه عضوا في المجلس الاستشاري لمؤسسة Health Corps أو “هيلث كور” التي أطلقت برامج رياضية في عدد كبير من المدارس بالولايات المتحدة:
“وضعنا برنامجا للياقة البدنية في المدارس الثانوية في 20 ولاية. ونحن نعمل على صعيد تحسين الوجبات الغذائية وممارسة الرياضة والمرونة النفسية. الخبر السار هو أن الشباب قد أظهروا حقا تحسنا سواء في وجباتهم الغذائية ونشاطهم البدني. لسوء الحظ عندما ننظر إلى ما قبل هذه البرامج، يفيد الشباب بنسبة هائلة من التوتر والاكتئاب. مما يؤكد الحاجة لهذه البرامج.”
الدكتورة تارا تامانيان، عالمة النفس العصبي، تحدثت عن كيفية تأثير التمارين الجماعية على الاكتئاب ومحاربته، وكيف تغير الدماغ وكيف تخلق روابط داعمة.
ولوقت طويل كانت تتم مساعدة المصابين بالاكتئاب من خلال العلاج النفسي، والعلاج السلوكي المعرفي وكذلك الأدوية. الأدوية مفيدة، قالت الدكتورة تارا تامانيان، ولكن في بعض الأحيان تترتب عنها آثار جانبية غير مرغوب فيها، بما في ذلك زيادة الوزن وانخفاض في الرغبة الجنسية:
“تم وضع الأفراد الذين يعانون من الاكتئاب في مجموعات: مجموعات تتلقى العلاج الدوائي وأخرى تمارس التمارين الرياضية. ما وجدوه هو أنه في العديد من هذه الدراسات، أحدثت التمارين الرياضية (أيروبكس) بمعدل ثلاث مرات في الأسبوع لمدة 20 دقيقة، تغييرا إيجابيا في هؤلاء الأفراد الذين يعانون من حالات اكتئاب خفيفة إلى معتدلة. وفي الحقيقة فإن فرص انتكاس الأشخاص الذين يستمرون في ممارسة الرياضة تقل عن فرص الأشخاص الذين يستمرون في تناول الأدوية.”
ويؤثر الاكتئاب على الناس من جميع الأعمار، وجميع مناحي الحياة وفي كل البلدان. وأشارت منظمة الصحة إلى أن الدول الفقيرة تعاني أكثر من هذا المرض في ظل محدودية المساعدة أو عدمها لأولئك الذين يحتاجون إليها، وأن المرض أكثر شيوعا بين النساء، كما أصبح السبب الرئيسي للعجز في العالم.
وفي هذا الصدد تدعو المنظمة إلى تحسين الصحة البدنية خاصة من خلال الانخراط في ممارسة الرياضية الجماعية. كما تدعو أيضا إلى زيادة الاستثمار في الصحة النفسية، مشيرة إلى أن استثمار كل دولار أمريكي واحد في تحسين علاج الاكتئاب والقلق يحقّق عائدات قدرها 4 دولارات أمريكية في ميدان تحسين صحة الفرد وزيادة قدرته على العمل.
المصدر موقع الأمم المتحدة
UN News
القائم بأعمال وزارة الشباب و الرياضة