ائتلاف وزارات المملكة
وزارة الشباب والرياضة
نائب القائم باعمال الوزارة ّذ/سعيد ولدعربية محمد
إشراك الشعوب الأصلية:
ضرورة حتميةفي العمل المناخي والاستدامة يركز المجتمع العالمي على سبل مكافحة آثار تغيّر المناخ والانتقال إلى مستقبل منخفض الكربون، يجب عدم إغفال الأثر على الشعوب الأصلية لثلاثة أسباب على الأقل. أولاً، تعتمد الشعوب الأصلية على التنوع البيولوجي المحلي وخدمات النظام الإيكولوجي في بقائها ورفاهها. ويعني ذلك أن تلك المجتمعات أكثر تأثراً من غيرها بآثار تغيّر المناخ. فعلى سبيل المثال، تكون الشعوب الأصلية في القطب الشمالي أولى الفئات المتأثرة بتفاقم انعدام الأمن الغذائي الناجم عن ذوبان التربة الصقيعية. وتشير منظمة العمل الدولية إلى ست “مخاطر فريدة” توحد تجارب الشعوب الأصلية في ظل تغيّر المناخ. فالشعوب الأصلية فقيرة؛ وتعتمد على موارد طبيعية متجددة؛ وتتأثر تلك الموارد الطبيعية بتغيّر المناخ؛ وتشهد هذه الشعوب الأصلية معدلات هجرة مرتفعة بسبب تغيّر المناخ؛ وتتسم بعدم المساواة بين الجنسين؛ وتُستثنى غالباً من عمليات اتخاذ القرارات في المسائل المتعلقة بحقوقها. وتحد هذه العوامل من قدرتها على الانتصاف، مما يزيد من ضعفها ويقوض قدرتها على التخفيف من آثار تغيّر المناخ أو التكيّف معه. وتهدد هذه العوامل أيضاً قدرتها على دعم حقوقها وضمانها. ثانياً، تمتلك الشعوب الأصلية ثروة من المعارف البيئية يمكن أن تكتسي أهمية محورية في التكيّف بفعالية مع تغيّر المناخ. وكما كتب تيري ويليامز وبريستون هارديسون في مقالة بعنوان “الثقافة والقانون والمخاطر والحوكمة: سياقات المعارف التقليدية في التكيّف مع تغيّر المناخ”، تمتلك الشعوب الأصلية معرفة كبيرة بالمسائل المتصلة بالتكيّف مع تغيّر المناخ. وإن معارف هذه الشعوب قيمة لأسباب عدة منها المساعدة في إعادة بناء المقاييس المرجعية التاريخية، وضمان التكيَّف الملائم ثقافياً، وتيسير آليات التكيّف مع تغيّر المناخ، وكلها عوامل لا تزال تدعم بقاء الشعوب الأصلية في ظل ظروف قاسية. ثالثاً وفي ضوء ما تقدَّم، حق الشعوب الأصلية في المشاركة في عمليات اتخاذ القرارات في القضايا التي تؤثر فيها وحقها في أن تُستشار بشأن طريقة استخدام معارفها. والمعارف التقليدية تزوِّد الشعوب الأصلية بالأدوات اللازمة لإدارة مواردها الطبيعية، ولكنها أيضاً أسلوب حياة وطريقة فريدة لرؤية العالم. ومتى وُضعت سياسات بشأن قضايا تؤثر في الشعوب الأصلية وعلاقتها الطويلة الأمد بأراضيها ومواردها، يكون لتلك الشعوب الحق في المشاركة في المشاورات الخاصة بتلك السياسات. ولتلك الشعوب أيضاً الحق في أن تُستشار وأن تحصل على جزء من الفوائد الناتجة عن استخدام معارفها ومواردها تماشياً مع المعايير المحلية والدولية المعمول بها. ويجب أن يظل التشاور مع الشعوب الأصلية للاستفادة من معارفها، مع احترام نظرتها إلى العالم وضمان استدامة أسلوب حياتها، محتفظاً بمكانته المحورية في الاستجابات العالمية لتغيّر المناخ.
ألاستاذ سعيد ولد عربية