هل هناك تقارب أو تشابه او علاقة ما بين السياحة والفلسفة؟
حيث كما هو معلوم بأن السياحة نشاط حركي ,متمثل بالتنقل والسفر تلبية لحاجة أو شغف داخلي, متمثل بحب الطبيعية أو حب الثقافات والإطلاع على الموروث الإجتماعي للبشر والحضارات المختلفة ,أو هو عشق للفنون والجمال او حب الأوابد التاريخية والصرح والأثار الدينية لمختلف الاديان والمعتقدات التي كانت سائدة قديما وحديثا.
أما الفلسفة, فأصل الكلمة هو اغريقي ومعناه الحكمة ,ويتعلق بجملة ومن الأسئلة والمفاهيم عن الوجود والواقع وعن الأخلاق وعن الطبيعة النفس البشرية, وما هو الخير وماهو الشر وأين حدود الواقع الذي نعيش فيه. وأسئلة عن الحياة والموت ,وعن الله وقدراته وغيرها من الأسئلة التي تكون بحاجة إلى بحث واستنتاجات للوصول إلى الأجوبة .
وقسمت الفلسفة بشكل أولي وتقليدي إلى :الفلسفة الطبيعية والتي اهتمت بقوانين الطبيعة وعمليات التكوين المختلفة في الوجود المادي.
والفلسفة الأخلاقية والتي تعنى بالسلوك البشري والاخلاق البشرية ,وما هو تصرف الخير واختلافه عن الشر ,وكيف نميز الفعل الصحيح من الفعل الخاطىء وطريقة التعامل الإنساني المتأرجح مابين الخير والشر.
والفلسفة الميتافيزيقية والتي اهتمت بالمنطق وعلومه ودراسة الوجود والسببية له ,ودراسة مفهوم الألهة بشكل عام وعبر كل حضارة وفقا لتقدم وعي البشر المعاصرين لتاريخ الحضارات المختلفة.
وبعد هذا التعريف نرجع إلى السؤال الأول هل يوجد علاقة مابين السياحة والفلسفة بحكم التصرف والمعرفة والفكر ؟
نعم يوجد علاقة ما بين الفلسفة والسياحة وتظهر في عدة نقاط:
النقطة الاولى: تتجلى في موضوع الإحتكاك والتبادل الثقافي ما بين السواح وثقافتهم وتاريخهم ومابين تاريخ وثقافة البلد السياحي ,هذا التبادل الثقافي يولد حب المعرفة عن فلسفة الوجودية للثقافات البشرية المتنوعة والمختلفة, ويولد تفكير ينطلق من الإطار الضيق الخاص إلى الإطار الكون العام, وما يحمله هذا التفكير من الاهتمام بفكرة فلسفة الكون وطريقة وتسلسل وجوده وغيره من النواحي الفلسفية الثقافية التي تجول بفكر السائح الباحث عن معرفة الثقافات المختلفة ,وكيفية إحترام المدلول الثقافي والإجتماعي للحضارات والثقافات المختلفة في الكون ,وكيفية تكوين الفكر الفردي المتفاعل وعلاقته بالفكر الجماعي وتفاعله معه.
النقطة الثانية: تظهر في موضوع الجمال وعشق النفس البشرية لما هو ممتع وجميل , فالسائح يسعى من خلاله سفره لتحقيق رغبته الداخلية في التعرف على الجمال الأشياء ,من فنون مختلفة وهو يسعى من خلال رحلته إلى زيارة المتاحف والمعارض الشهيرة والمدرجات الأثرية القديمة
وهذا التمتع بالجمال المتنوع يخلق في العقل البشري الفاعل والواعي جملة من التساؤلات الفلسفية حول روعة الإنسان المبدع بعمله وتفكيره, والرسالة التي أراد أن يوصلها إلى الأجيال البشرية عن طريق أعماله الفنية المختلفة, وعن مدلول الثقافي والفكري لزمن الذي عاش فيه ذلك الفنان والإنسان المبدع ,وعادة التأمل بجمال الأعمال والفنون القديمة يولد في النفس البشرية حب استقصاء مصدر ومنبع هذا الجمال وهذا البحث والإستقصاء هو عبارة عن تفكير فلسفي إستنتاجي لحقيقة جمال هذه الأشياء.
النقطة الثالثة: وهي تتعلق بجمال الطبيعة وروعة الخالق, فالسائح ومن خلال تمتعه بشغفه وحبه للطبيعة يقف عاجزاً عن فهم جمال هذه الطبيعة, وسر تكوينها وهنا يميل العقل البشري إلى التفكير الفلسفي بروعة الخالق وسر الله الذي خلق وكون هذه الطبيعة وأدخل عليها تعاقب الليل والنهار وتفاعل عوامل الطبيعة فيها ,حيث أدت إلى هذا الجمال التكويني , وبفعل قوة ربما ماتزال مجهولة لدينا إلى يومنا هذا.
وهو من خلال تفكيره الفلسفي في روعة الخالق وجمال الطبيعة فهو يبحث بداخله عن المعرفة والحقيقة وسر وجوده بالكون والدور المنوط به ,في سبيل أن يكون الكون أجمل.
النقطة الرابعة: تتمحور حول ميل الفكر البشري والنفس البشرية إلى الراحة والإسترخاءو وهذا ما تحققه السياحة فهي تعطي السائح الوقت الكافي للتأمل والإسترخاء والتمتع بما حوله ,وهذا التأمل غالبا مايقود السائح إلى التفكير الفلسفي بما يدور من حوله وطريقة تعامله مع الأخرين بمنظور الخير أو الشر والقيم الإنسانية وفلسفة الوجود, ما بين ممكن وغير ممكن, أو منطقي أو غير منطقي, هل يمكننا تقبله أو يتنافى مع فلسفة فهمنا للحياة .
إئتلاف الوزارات بمملكة أطلانتــس الجديدة أرض الحكــــــمة
المهندس سامر رشيد الجمل