في عام 2018، أعلن الرئيس شي جين بينغ خلال الاجتماع الثامن عشر لمجلس رؤساء دول منظمة شنغهاي للتعاون عن أن “الحكومة الصينية تدعم بناء منطقة نموذجية للتعاون الاقتصادي والتجاري المحلي بين الصين ومنظمة شانغهاي للتعاون في تشينغداو”.
وخلال السنوات الأخيرة، ركزت المنطقة النموذجية للتعاون الاقتصادي والتجاري المحلي بين الصين ومنظمة شانغهاي للتعاون (المشار إليها فيما يلي باسم “المنطقة النموذجية لمنظمة شانغهاي للتعاون”) على 4 مجالات رئيسية، هي اللوجستيات الدولية والتجارة الحديثة والتعاون الاستثماري ثنائي الاتجاه، والتبادلات التجارية والسياحية والثقافية. وقد حقّق هذا التعاون نتائج تنموية ملحوظة من خلال بناء المنصات وإنشاء النماذج وجمع الصناعات وتعزيز الكيانات. وتتقدم المنطقة النموذجية لمنظمة شنغهاي للتعاون بشجاعة نحو تحقيق هدف بناء منصة جديدة للتعاون الدولي في إطار مبادرة الحزام والطريق.
منذ إنشاء المنطقة النموذجية لمنظمة شنغهاي للتعاون، احتلّ الابتكار المؤسسي مكانة بارزة في التعاون. وقامت المنطقة النموذجية ببناء منصة خدمات شاملة للتعاون الاقتصادي والتجاري المحلي بين الصين ومنظمة شانغهاي للتعاون، وبذلت قصارى جهدها لتذليل العقبات التي تواجهها الشركات في الاستثمار الاقتصادي والتجاري، والدفع قدما بعملية تيسير التجارة. وقد أثبتت الممارسة أن توسيع الانفتاح المؤسسي يمكن أن يساعد على تعزيز التعاون التجاري والارتقاء به.
يمثل الربط من خلال البنية التحتية حجر الزاوية في التنمية، واعتمادا على ميناء المحور الدولي لمنظمة شنغهاي للتعاون، يمكن إطلاق العنان لمزايا لمختلف أنواع الموانئ، “البحرية والبرية والجوية والسكك الحديدية”. إضافة إلى بناء نمط اتصال سريع ومريح، وبناء مركز للمعالجة والتصنيع، ومركز للتوزيع اللوجستي ومركز لتوزيع المنتجات في شمال شرق آسيا.
وقد حصل ميناء المحور الدولي لمنظمة شانغهاي للتعاون على الموافقة من قبل الأمم المتحدة باعتباره ميناءً دوليا، وافتتحت المنطقة النموذجية 21 خط قطار دوليا. وأنشأت مركز تجميع خارجي لقطارات الشحن بين الصين وأوروبا (تشيلو) ألماتي، كازاخستان.
وتعد سلسلة التوريد للسلسلة الصناعية شكلاً مهمًا من أشكال الاقتصاد الحديث ولها تأثير مهم على تشغيل النظام الاقتصادي الحديث. وتركز المنطقة النموذجية على الحفاظ على استقرار سلاسل الصناعة والتوريد في دول منظمة شنغهاي للتعاون، واستضافة منتدى الصناعة وسلسلة التوريد لمنظمة شنغهاي للتعاون، والبدء في إنشاء تحالف المناطق الصناعية بين الصين ومنظمة شنغهاي للتعاون لتعزيز تبادل المعلومات، إلى جانب قابلية التشغيل اللوجستي المتبادل، وإنشاء المشاريع. بالإضافة إلى ذلك، تم بناء المنطقة التجريبية المميزة للإنترنت الصناعي لمنظمة شانغهاي للتعاون، وبناء 20 مجموعة صناعية موجهة للتصدير بما في ذلك مجمع هاير كاوس البيئي للإنترنت الصناعي الخ.
ويحتاج التعاون الاقتصادي والتجاري الوثيق بين دول المنظمة إلى إيلاء أهمية عالية بالمواهب. حيث يعد إنشاء المعهد الاقتصادي والتجاري بمثابة إجراء عملي لتعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون. وإلى غاية الآن، نظّم المعهد 180 فصلًا تدريبيا، شارك فيه 13800 متدربًا من دول الأعضاء في المنظمة. ومع زيادة عدد المواهب الاقتصادية والتجارية التي لديها دراية بالظروف الوطنية لكل دولة، من المؤكد أن التبادلات والتعاون بين الدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون سوف تصبح أكثر عمقا.
التعاون المنفتح هو قوة دافعة لتعزيز حيوية الاقتصاد والتجارة الدولية، وهو مطلب العصر لتعزيز التقدم المستمر للمجتمع البشري. وفي المرحلة الجديدة، ستعمل المنطقة النموذجية على ربط منصات التعاون الاقتصادي والتجاري والدمج بين نماذج التعاون الاقتصادي والتجاري، وتسعى جاهدة لبناء منطقة تجريبية للاستثمار المتبادل وابتكار النظم التجارية.