كيف يفكر ضباع الرأسمالية ؟؟
قتيبة حسين علي
إذا أردت أن تعرف كيف يفكر سادة العالم الرأسماليون ولماذا يعبثون بحياة ملايين البشر من غير الغربيين ولا مانع لديهم لو مات المليارات ، فالأمر بسيط ومخيف ، في عالم يسيطر عليه الرأسماليون بالطول والعرض ، يتجلى فكر سادة المال والأعمال كمنظومة لا ترى الإنسان إلا من عدسة الإنتاج والاستهلاك ، هؤلاء الضباع لا يعرفون شيء اسمه الرحمة والتعاطف والتكافل ، ويعتبرون ملايين البشر مجرد عالة على موارد الكوكب ، قيمة الإنسان في بروتوكولاتهم الرأسمالية تقاس حصريا بقدرته على زيادة الأرباح وتدوير عجلة الاقتصاد ، وكل من يعجز عن ذلك ولا يملك القدرة على الإنتاج والشراء ، فهو مجرد عبء و نفايات يجب التخلص منها ، كالإصبع المبتور الذي لا فائدة منه ، ينظرون إلى ملايين الفقراء والمعدمين كما ينظر الجزار إلى الحيوانات في المزرعة ، لا بأس أن تذبح إذا كانت ستعطل مسيرة الربح والنمو ، تلك النظرة القاسية تفصح عن عقلية ترى الحياة كمجرد معادلة رياضية ، حيث الأرقام والأرباح هي المقياس الوحيد للقيمة .
تخيل معي رجلا قرر ببرود أن يقطع أحد أصابعه لأن ذلك الاصبع أصبح مشلولا ، غير منتج وعالة على بقية الأصابع ، ولهذا فلا بأس أن يذهب إلى الجحيم ، هذا هو حرفيا ما يفكر به ضباع العالم الرأسمالي ، البشر بالنسبة لهم ليسوا سوى أرقام في دفاتر الحسابات ، وإذا كان الرقم لا يزيد في الأرباح ، فمصيره التبخر ، تلك الفلسفة الرأسمالية الباردة تجعل من الإنسانية نفسها فكرة هامشية ، تتوارى خلف جشع لا يعرف الرحمة ، هؤلاء السادة لا يبالون بالأرواح التي تزهق ، ولا بالأحلام التي تتحطم ، لا يرون في الإنسان إلا ما يمكن أن يدر عليهم من أرباح ، وفي سعيهم المحموم لتعظيم الثروات ، يتجاهلون أن الأرض تسع الجميع ، وأن الحياة تكمن في الرحمة والتكافل ، لا في استغلال الآخر حتى آخر قطرة كما هو قائم في بلانغلاديش و تايوان و هايتي والهند وباكستان أين يقضي المسحوقون ساعاتهم الطوال في ظروف طاحنة تحت عبودية الشركات الرأسمالية مقابل اجور أقل ما كان يعطى للعبيد في القرون الغابرة .