في بلاد العرب أوطاني .. ماأوطاني !!!
بقلم د.الصحفي أحمد عثمان
كل الجنسيات البشرية ذات التصنيف الأول تدخل البلاد العربية دون تأشيرة، وبمجرد أن يبرز جواز سفره
للعسس ترتجف أوصالهم .
ويبادروه بالابتسامات وبحفاوة الترحيب حتى يتصل شدقيه بأذنيه .. تراه يتنحى عن البوابة ليفسح لسيده مسار الدخول .
في بلا العرب ماأوطاني …
العربي ذو النخب الثاني وما دون يحتاج طبعاً لتأشيرة دخول ، وللحصول عليها أكانت بحراً وجواً وودياناً وجبال يتكبد من المصاعب مالا يطاق ، ومع ذلك عندما يحصل عليها ويسافر .
وعند وصوله يبرز جواز سفره ، يحملق العسس بالجواز وعلائم الاستياء و القرف بادية على محياهم إلى حد الإقياء وتعابير وجههم الدميمة ونظراتهم وهم يدققون أربعين مرة في التأشيرة ليتأكدواة من سلامتها وتنزهها عن التزوير ، ثم يمرر الجواز على الجهاز أربعين مرة ليتأكد من حصانته من التزوير ، وبعدها يحيلك لغرفة جانبية ليتولى ضابط تافه وضيع التحقيق معك ، ما سبب زيارتك ومدتها وأين ستقيم والغرض من تلك الزيارة الغير مرغوب بها ، ثم عندما يطمئن قلبه لسلامة موقفك ويشعر بالاستقرار النفسي تجاه شخصك ومحياك يعطي عسسه أمر الموافقة على الدخول .. فتتنفس الصعداء بعد أن يضع عسعوس تافه ختم الدخول على جواز سفرك ، وتدخل مهرولاً وكأن جبلاً من الهموم زاح عنك ، وأنت تدمدم صامتا “بلاد العرب ما أوطاك وأوطاني” .