الدكتور محمد العبادي
تعتبر إيران من اللاعبين الرئيسيين في المنطقة العربية، وتلعب دوراً حاسماً في تشكيل السياسات والتوجهات. وبسبب خلافاتها مع بعض الدول العربية وتدخلاتها في الشؤون الإقليمية، حيث ادى وجود إيران إلى زيادة التوتر وحدوث صراعات وحروب.
إن تاريخ العلاقات العربية الإيرانية مليء بالتوترات والصراعات، لكن الأحداث الأخيرة في المنطقة، بما في ذلك الأزمات السياسية والاقتصادية، قد تكون لها تأثيرات عميقة على مستقبل هذه العلاقات.
تشهد المنطقة العديد من الصراعات، مثل النزاع في اليمن وسوريا ولبنان والعراق. تدعم إيران بعض الفصائل في هذه النزاعات، مما يزيد من حدة التوتر مع بعض الدول العربية، خاصة السعودية.
وأيضاً الملف النووي الإيراني حيث لا يزال البرنامج النووي الإيراني أحد أبرز القضايا التي تؤثر على العلاقات الايرانية العربية ، حيث تعتبر بعض الدول العربية ان برنامج ايران النووي تحت الغطاء السلمي يحمل تهديداً للاستقرار والأمن العربي والعالمية .
وتعتبر التدخلات الإيرانية في بعض الدول العربية تهديداً لأمنها القومي. هذه التدخلات تعزز من مشاعر الريبة والعداء.
إن مستقبل العلاقات العربية الإيرانية يعتمد على مجموعة من العوامل المعقدة والمتشابكة.
بينما تشير بعض المؤشرات إلى عدم إمكانية حدوث تقارب في ظل الاحداث الاخيرة وما فعلته إيران واذيالها في سورية ولبنان والعراق واليمن .
كما وتعتبر القوى الكبرى، مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين، لاعباً رئيسياً في تحديد مسار العلاقات العربية الإيرانية.
تأثير هذه القوى يمكن أن يكون إيجابياً أو سلبياً، حسب مصالحها الاستراتيجية .
إن مستقبل العلاقات العربية الإيرانية وبرغم التوترات الحالية، إلا أن هناك فرص لتحسين العلاقات بين العرب وإيران. قد يكون الحوار والتفاهم هما العناصر الأساسية في بناء علاقات أكثر استقراراً وتفاهماً.
يجب أن تتضمن هذه العلاقات احترام السيادة الوطنية والتعاون المشترك من أجل تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.
ويمكن إنشاء منصات للحوار المباشر بين القادة العرب والإيرانيين يمكن أن يساعد في معالجة القضايا العالقة وبناء الثقة المتبادلة .
إن مستقبل العلاقات العربية الإيرانية يعتمد على مجموعة من العوامل السياسية، الاقتصادية، الثقافية والدينية. بينما تواجه هذه العلاقات تحديات كبيرة، فإن فرص التحسن والتعاون لا تزال قائمة.
يتطلب الأمر إرادة سياسية قوية وحواراً مستمراً لتجاوز الانقسامات وبناء مستقبل أكثر استقراراً وسلاماً
في المنطقة.
إن تحقيق ذلك ليس فقط في مصلحة الدول المعنية، بل أيضآ في مصلحة الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي.
يظل مستقبل العلاقات العربية الإيرانية موضوعاً معقداً يتطلب تفهماً وحواراً مستمراً. يجب على الأطراف المعنية السعي نحو بناء علاقات مستقرة ومثمرة تخدم مصالح الدول والشعوب في المنطقة .