
الدكتور محمد سعيد طوغلي

في خضم التحديات التي تواجهها سورية، تبرز أهمية الوحدة الوطنية كأحد الأسس الضرورية لبناء مستقبل آمن ومستقر.
إن الدروز، كجزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي السوري، يمثلون عنصراً مهماً في هذه الوحدة. لذا، تأتي هذه الدعوة إلى أبناء الطائفة الدرزية في سورية لتأكيد انتمائهم الوطني، والتمسك بوحدة الأرض والشعب، والعمل معاً نحو بناء مستقبل أفضل. وخاصة في ظل الظروف الراهنة التي تشهدها سوريا، تأتي دعوة ملحة لإخوتنا الدروز في البلاد للالتحاق بحكومتهم الوطنية والتمسك بوحدة الأرض والشعب. إنها دعوة للتضحية من أجل سوريا، والتخلي عن أي تجاذبات أو انقسامات تهدد وحدتها وسلامتها. نحن نستمد قوتنا من وحدتنا كسوريين
إن الدروز هم جزء أصيل من الشعب السوري، وقد ساهموا على مر العصور في بناء هذا الوطن والدفاع عنه. من المهم أن يتذكر الجميع أن الوطن هو البيت الذي يجمعنا، وأن اختلافاتنا الثقافية والدينية يجب أن تكون مصدر غنى وليس سبباً للفرقة. إن الانتماء إلى سورية يفرض علينا جميعاً مسؤوليات تجاه بعضنا البعض، ويجب أن نعمل معاً لتحقيق الأهداف المشتركة.
لا يخفى على أحد ان النظام البائد ترك سورية منهكة جريحة فلا تزيدوا من جراحها ولا تقطعوا اوصالها .
سورية الجديدة بحاجة إلى جميع السوريين، بما في ذلك انتم ابناء بني معروف، عليكم أن دركوا أهمية الحفاظ على وحدة الأرض والشعب. إن أي دعوات للانقسام أو الانفصال لا تخدم إلا الأعداء الذين يسعون لتفتيت سورية وزعزعة استقرارها. إن التاريخ يسجل كل الأحداث، ومن المهم أن نكون جزءاً من التاريخ الذي يدعو إلى الوحدة والتعاون.
إن التمسك بوحدة الأرض والشعب يعد أمراً حاسماً لتعزيز الاستقرار والسلام في سوريا. إن الدروز هم أخوتنا وشركاؤنا في الوطن، وعليهم أن يكونوا مثالًا للولاء والانتماء .
كفانا دماءً وفتنة، فلنجمع جميعاً جهودنا لبناء سوريا الجديدة على أسس العدل والمساواة والحرية. لنبذل الجهد من أجل تحقيق السلام والازدهار لكل أفراد المجتمع السوري. إن التاريخ يسجل تضحياتنا وعطائنا ، فلتكن مشاركتنا مشرقة ومجيدة كشعب واحد متحد تحت راية وطننا الحبيب سوريا.
إن تسليم السلاح للدولة هو خطوة أساسية نحو تحقيق الأمن والاستقرار. فالحفاظ على السلم الأهلي يتطلب من الجميع العمل تحت مظلة الدولة، والابتعاد عن أي مظاهر للعنف أو الفوضى. إن الدولة السورية هي الضامن الوحيد لوحدة البلاد وسلامة مواطنيها، ومن المهم أن يعمل الجميع على تعزيز هذا الدور.
لقد سمعنا أصوات نشاز تدعو إلى الفتنة والانقسام وتدعوا العدو لنصرتها وهذا لايرضاه شرفاء السويداء وفيهم الشيخ العربي الاصيل ليث البلعوس ، يجب على أبناء الطائفة الدرزية أن يتجنبوا الانجرار وراء هذه الدعوات، وأن يختاروا الطريق الصحيح الذي يضمن لهم وللأجيال القادمة حياة كريمة وآمنة. إن الاستماع إلى الأصوات التي تدعو للانقسام لن يؤدي إلا إلى مزيدٍ من الدماء والدمار.
كفانا دماءً ودماراً، ولنتحد جميعاً لبناء وطننا. هناك الكثير من العمل الذي ينتظرنا في مجالات التعليم والصحة والبنية التحتية والاقتصاد. إن العمل معاً كأخوة وشركاء في الوطن هو السبيل الوحيد لتحقيق التنمية المستدامة والازدهار.
يا أبناء بني معروف الكرام في سورية، نحن ندعوكم للعودة إلى حضن الوطن، والتمسك بقيم الأخوة والوحدة. إنكم لستم وحدكم؛ فكل السوريين هم إخوتكم وشركاؤكم في هذا الوطن. لنعمل معاً لبناء مستقبل مشرق يعكس تنوعنا وغنى ثقافتنا. فلنضع أيدينا بأيدي بعضنا البعض، ولنجعل من سورية كما ترجوه قيادته وطناً للجميع، حيث تعيش كل الطوائف بسلام ووئام.
إن التاريخ يسجل اللحظات الحاسمة، فلنجعلها لحظات من الوحدة والتعاون، ولنبنِي معاً وطناً يستحقه أبناؤه.