المؤسسة العامة للصواريخ لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية إذ تُفَعِّل الإطلاق التجريبي للصاروخ الحديث “فرط الصوتي والمتوسط المدى”
إعداد: الأكاديمي مروان سوداح والكاتبة يلينا نيدوغينا:
مؤخراً، أعلنت جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية؛ الحليفة للعالم العربي وقضاياه التحررية والاستقلالية العادلة؛ عن نجاح إطلاقها التجريبي لِ “الصاروخ الحديث “فرط الصوتي والمتوسط المدى ذي القيمة الإستراتيجية العسكرية”، وهو مايؤكد للمرة الألف أن الدولة الكورية الزوتشية تواصل إبهار العالم بنجاحاتها المتلاحقة في مجال التصنيع العسكري حمايةً للدولة الكورية والشعب الكوري، وتعزيزاً لمقومات تلكم الدولة في شتى المناحي، وهو مايؤكد دون أدنى شك في أن الدولة الكورية الكيمجونغئونية حالياً تحيا أبهى وأزهى عصور ازدهارها، بخاصةٍ في فضاء واسع أقامته منذ سنوات طويلة خلت لتخليق وتعزيز وتعظيم جهودها في عملانية الصناعات العسكرية المتقدمة لديها راهناً والتي تُعتَبر الضمانة الأولى لاستقلاليتها، إذ تَمَكَّن الكوريون الأفذاذ من تخليق هذه الصناعات لتغدو الأكثر تأثيراً في مجال التدمير الشامل للعدو المُحتَمَل وللجيوش العدوة كذلك، فها هي كوريا كيم جونغ وون تواصل تطويرها للأسلحة المتميزة نارياً وردعاً للعدو، بخاصة أنها تقع في منطقة جًيوسياسية استراتيجية قارياً وعالمياً معقدة للغاية، وخطيرة، إذ تضع الأمبرياليات الغربية عينها عليها في محاولات متواصلة منها للعودة لتلكم الأقليم الأرضي لاستعماره، وهو ما لا تخشاه كوريا زوتشيه، كونها طردت الأجنبي الدخيل من أرضها ألى غير رجعة منه إليها، فهي قيادة كورية زوتشية صلبة وتتمتع بقيادة سياسية ذكية وباهرة وصلدة وبالاخلاص للوطني الكوري والشعب الكوري يقودها بكل الاقتدار والوعي السياسي والعقائدي الرفيق العظيم كيم جونغ وون المخلص لشعبه، إذ إنه يتمتع بوعي عميق وذكاء متميز دبلوماسياً وعسكرياً واجتماعياً وفي غيرها من الحقول، وها هو القائد كيم جونغ وون يبادل شعبه المحبة بمثلها والإخلاص بالإخلاص.
تُعْتَبَر الأسلحة ذات الفعالية التدميرية الهائلة التي تنتجها مصانع ومعامِل جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية فَعَّالَة وساحقة للعدو بدون أدنى رحمة، وهو الأمر الذي أفضى، منذ زمن بعيد وبجهود موصولة من لدن القائد كيم جونغ وون، إلى وضع حدٍ نهائي مرة واحدة وإلى الأبد للنيات الخبيثة والغادرة للعدو الجماعي – التوسعي، ضمنه تلكم القوى الاستعمارية الآسيوية والغرب أوروبية وأمريكا لمنع أي تمادي لها على مُسَطَّح المنطقة الجيوسياسية الكورية في أقصى شرق آسيا، والأخيرة، أي القوى العدوانية، تتحالف مع الشياطين الأرضيين تطلعاً منها للزج بهم في أتون النار في سعي منها لإعادة الحقبة الاستعمارية إلى كوريا، إلا إن الرفيق كيم جونغ وون والأجهزة الكورية الخاصة والجيش الكوري العِملاق لن يصمت في الدفاع عن وطنه ومكتسباته، إذ يَعرف العالم كله بقادته وشعوبه ومنظماته جمعاء مديات قدرات كوريا الضخمة والفاعلة فهي كوريا كيم جونغ وون الصلد الذي لا تلين له قناة، فعزيمته تدفعه ومعه كوريا بقيادته للعمل والنضال والإنجاز لمتابعة درب العزّة والكرامة..
إن تلك القوى الحقيرة والمتوحشة التي سبق واستعمرت كوريا في أزمان قديمة صارت دولاً وأنظمة مطوية للأبد تكرهها وتنفر منها كل الشعوب دون استثناء، وهل هي ترى وتلمس تماماً أن التاريخ ليس إلى جانبها أبداً على أرض زوتشيه كيم جونغ وون، فالقائد وشعبه المخلص له وللوطن الكوري يُدرك تماماً ماهية مخططات العدو الجماعي، إذ إن كوريا برمتها لا تتوقف لحظة منذ تأسيسها عن مواصلة تأهبها العسكري الدفاعي الموصول يومياً لردع الأعداء وأبعادهم عن التراب الكوري المُستقل تماماً، كون كوريا الحرة والاستقلالية متميزة في مسيرتها النضالية اليومية وبلا توقف لصيانة استقلاليتها ونظامها السياسي، فالقائد الكوري هو القُدوة والمَثل النادر في عصرنا هذا، إذ إنه سلسل عائلة نضالية وإنسانية القسمات وعقائدية الأهداف. لذا، فالقائد كيم جونغ وون وإلى جانب مَا تقدَّم، هو قائد أيديولوجي وعسكري ووطني وأحد العلماء الأيديولوجيين على مستوى العَالم يُحتذى به من قِبل شعوب وبلدان العالم الساعية إلى تفعيل تطبيقات الانعتاق التام من ربقة الإمبريالية القتّالة، والنيوكولونيالية السوداء والدموية والمتوحشة، والرجعيات الإقليمية المرتبطة بقوى دموية تكرهها الأُمم، تلكم القوى ماتزال، وللأسف الشديد، رابضة بمحاذاة، أو على أرض، أو قرب حدود أقطار ضعيفة في بعض قارات العالم.
في هذه الأجواء، نتابع عن كثب تطوّر صناعة الدفاع الوطني المستقلة في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية الحليفة للقضايا العربية، والتي تشهد هذه الأيام على ولادة ناجحة لكثير من أجيال وصنوف الأسلحة الكورية الجديدة المُصَنَّعَة محلياً على التراب الكوري بالذات، لذا فإن كوريا تحيا اليوم في سياق تَعَاظُم أوضاعها وموقعها الأممي والقاري، إذ إنها تتمتع بالاقتدار العسكري والنِزال القوي الجَبَّار، والشَدِيد، والعَزِيز، والقَدِير لقهر العدو الأجنبي مهما كانت قدراته، فهي قوات كورية جَهَدَ قادة كوريا الأفذاذ، كيم أيل سونغ وكبم حونغ أيل، في بنائها وتعميرها لتغدو صخرة مُقتدرة ومطلقة في فعاليتها على مر الأيام والأسابيع والشهور والسنين، وذلك بفضل النضال المتفاني لعُلماء الدفاع الوطني الكوريين الذين يدعمون بالإيمان الثابت والممارسة الفعلية الدقيقة خطة وعزيمة حزب العمل الكوري العظيم، هادفين صوب توطيد وتعميق وترسيخ وتمكين كوريا زوتشيه دفاعياً، فكان، وهذا الواقع اليومي، أن لفتت كوريا أعين شعوب الدنيا صوبها، إذ ها قد غدت حقاً أقوى، بل وجبارةً بقدراتها الدفاعية الوطنية في شتى المَنَاحي.
في يوم 2 من نيسان/ أبريل هذا العام 2024م، وجَّه القائد المحترم الأخ كيم جونغ وون، الأمين العام لحزب العمل الكوري، رئيس شؤون الدولة لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، أول إطلاق تجريبي للصاروخ البالستي الحديث المتوسط المدى العامل بالوقود الصلب من طراز “هواسونغبو-16 نا” على الطبيعة، والذي يحمل الرأس الحربي المطوَّر حديثاً للطيران الشراعي فرط الصوتي. رافق الرفيق القائد، الرفيق كيم جونغ سيك، نائب رئيس القسم للجنة المركزية لحزب العمل الكوري. وكان في استقباله لدى وصوله إلى عين المكان الفريق الأول جانغ تشانغ ها، رئيس المؤسسة العامة للصواريخ والكوادر القياديون في قطاع الأبحاث العلمية للدفاع الوطني.
كان الإطلاق التجريبي يهدف إلى إثبات مجمل خصائص التصاميم التقنية للصاروخ الحديث فرط الصوتي والمتوسط المدى والتأكد من أمانة منظومة السلاح.
يذكر، أن أول إطلاق تجريبي لمنظومة السلاح الجديدة هذه قد جرى بطريقة إثبات خصائص مدار الطيران على شكل الوثوب الشراعي وقدرة التحرك الجانبي للرأس الحربي للطيران الشراعي فرط الصوتي مع الحد القسري من سرعة وارتفاع طيران الصاروخ بأسلوب قصر مداه على حدود 1000 كيلومتر بأخذ الأمن في عين الاعتبار وتأجيل تشغيل المحرك في المرحلة الثانية وتطييره بعد تغيير مداره فجأة في مسافة نشاطه.
في هذه الأجواء اللافتة والممتلئة بمشاعر الوطنية والاخلاص للقائد كيم جونغ وون وللوطن الكوري، كانت قلوب علماء الدفاع الوطني تجيش بالعزة غير المحدودة بكونهم علماء في الدولة العسكرية القوية العظيمة والثقة العالية والحماسة الكفاحية، ولأنهم تشرفوا مجدداً بعرض السلاح الرائد القوي القادر على الحفاظ الثابت على حق الدولة الكورية الكيمجونغئوونية في الدفاع الذاتي أمام القائد كيم جونغ وون في مكان الإطلاق التجريبي، حين يشق الطرق غير المطروقة التي لا تعد ولا تحصى لتطوير وإكمال الأسلحة الرائدة بالإرادة الصلبة وبالهمة التي لا تعرف الكلل، ويبذل الجهود المتفانية والمضنية بلا حدود على خط النار لمواصلة تطويرها بدرجة ملحوظة، حاملا في قلبه إحساسا نبيلا بالمسؤولية عن مصير الوطن والشعب.
في مجرى هذا التطور العسكري – الدفاعي، توجه القائد كيم جونغ وون إلى موقع الإطلاق حيث إطَّلع على تفاصيل منظومة السلاح وهو يعاين الصاروخ البالستي الحديث المتوسط المدى العامل بالوقود الصلب من طراز “هواسونغبو-16 نا” والمجهز بالرأس الحربي للطيران الشراعي فرط الصوتي، ثم صعد إلى محطة القيادة والمراقبة، وبعد أن تلقى تقريراً عن خطة الإطلاق التجريبي لهذا الصاروخ، أصدر أمراً بإطلاقه.
قاد الفريق الأول جانغ تشانغ ها، رئيس المؤسسة العامة للصواريخ عملية الإطلاق التجريبي.
ما أن صدر أمر الإطلاق حتى أطلق الصاروخ الرائد الذي يظهر بقوة القدرة العسكرية الفائقة لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، وهو يحدث صوتاً مدوياً كالرعد يهز السماء والأرض، وينفث ألسنة نيران حمراء تسخن الأرض، إذ انفصل الرأس الحربي للطيران الشراعي فرط الصوتي عن الصاروخ الذي أُطلق باتجاه الشمال الشرقي من ميدان التدريب لإحدى وحدات الجيش الكوري في ضاحية العاصمة بيونغ يانغ، ثم حَلَّق على مدار الطيران المحدد بارتفاع أقصاه الأول 101,1 كم وأقصاه الثاني 72,3 كم، حتى سقط بدقة في منطقة بحر كوريا الشرقي التي تقع ضمن مداه البالغ 1000 كم.
لم يؤثر الإطلاق التجريبي بأي تأثير سلبي عل أمن الدول المجاورة لكوريا، فقد أكدت عملية الإطلاق التجريبي بجلاء خصائص التحرك السريع والرائع للرأس الحربي المطوَّر حديثاً للطيران الشراعي فرط الصوتي، كما تم تقدير القيمة الإستراتيجية العسكرية الجسيمة للصاروخ الحديث فرط الصوتي والمتوسط المدى على نحو بالغ الأهمية، عبر إثباتها في ظروف التجربة القاسية.
بهذه المناسبة العظيمة كورياً وذات المَغزى على صعيدين إقليمي ودولي، أعرب القائد العظيم كيم جونغ وون عن ارتياحه الكبير لنتائج الإطلاق التجريبي، وقدَّر تقديراً عالياً مآثر الكوادر والعُلماء والتقنيين الكوريين في قطاع علوم الدفاع الوطني، والذين هبّوا باستماتة لا مثيل لها للنضال الرامي إلى تطوير السلاح المستقل، رغبةً بتحقيق الخطة الإستراتيجية للجنة المركزية لحزب العمل الكوري، وأظهروا روح الولاء الفولاذية والإخلاص والوطنية للرفيق القائد كيم جونغ وون وللشعب الكوري، ولكوريا الدولة الباهرة التي لا تكل ولا تمل في مسيرة نضالها الوطني والأممي اللافت من أجل حماية كوريا الدولة والشعب والأرض، حتى أنجزوا أوامر الحزب على أروع وأصدق وأكمل وجه.
لقد صَرَّحَ القائد والزعيم الفذ كيم جونغ وون، مُفعَمَاً بالفخر، “أن سلاح الهجوم الاستراتيجي المُقتدر الآخر ولِدَ باعتباره تظاهرة تبيّن التفوّق المُطلق للقدرات الذاتية لدى كوريا علمياً وتقنياً للدفاع الوطني، وبذلك حققنا استخدام الوقود الصلب في جميع الصواريخ التكتيكية والعملياتية والإستراتيجية من مختلف المديات وعلى إتساع الآماد، والتحكم برؤوسها وتزويدها بالسلاح النووي على نحو كامل، بحيث يمكن تنفيذ المبادئ الثلاثة لبناء القوات الصاروخية للجنة المركزية للحزب تنفيذاً رائعاً، تلك الداعية إلى ضرب أي أهداف للعدو “بسرعة وبدقة وبقوة” على نطاق العالم أجمع.
وأضاف القائد العظيم كيم جونغ وون: “أن النجاح الخارق اليوم يُعَدُ حدثاً استثنائياً سيُحدِث تغيراً كبيراً في زيادة قدرة القوات المسلحة لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، بخاصةٍ على ردع الحرب النووية”، مؤكداً في ذات الوقت وبقوة على أن هذا “ثمرة قيِّمة لنضال أبحاثنا العلمية العصيبة للدفاع الوطني والذي دام نحو 10 أعوام، كما أنه أسطع برهان على صحة نهج حزبنا لبناء الدفاع الوطني الذاتي وانتصار غال أحرزناه بقوتنا وذكائنا وعملنا المتفاني”.
أشار القائد كيم جونغ وون كذلك وبجدية إلى إن “تصرفات العدو للمواجهة العسكرية ضد جمهوريتنا والذي يُهَدِّد أمن دولتنا من وقت لآخر وهو يبذل مؤخراً جهوداً مَحمومَة لتعزيز التحالف العسكري وتوسيع المناورات الحربية من كل لون وشاكلة أكثر من ذي قبل، قائلاً: إن إنماء القوة الساحقة القادرة على الردع والسيطرة والتحكم بالعدو هو مهمة أشد إلحاحاً تواجهها دولتنا في الوقت الراهن، فيتعين على قطاع الأبحاث العلمية للدفاع الوطني أن يُخلص بصورة أكبر للواجب التاريخي لزيادة أقوى قدرات الدفاع الوطني باستمرار، حتى يواصل إحراز نجاح أكبر بلا كلل بعد النجاح”.
أكد القائد كيم جونع وون كذلك على: “أن حزبنا سيحافظ بأمانة على سلامة وازدهار ومستقبل الدولة عن طريق توفير قدرة الدفاع الوطني بسرعة دون انقطاع وعلى أكمل وجه. هذا، وطرح المهام الإستراتيجية لإحداث قفزات وتجديدات متواصلة في النضال الرامي إلى تطوير الأسلحة الرائدة برفع ذاتية وعصرية صناعة الدفاع الوطني المستقلة إلى أقصى الدرجات”.
وختاماً، من الضروري بمكان هنا التأكيد على أن جميع عُلماء الدفاع الوطني الكوريين قد استمدوا ثقة كبيرة وإلهاماً كفاحياً من القائد كيم جونغ وون، مُفعَمِين بالعزم المُتقد على أن يعملوا جاهدين بتفانٍ بالمعنويات المضاعفة في النضال المُقدَّس لترسيخ ترسانة الأسلحة لثورة زوتشيه بصورة أكبر، دعماً بإخلاص لقيادة اللجنة المركزية للحزب، حتى يُعززوا قدرة الدفاع الوطني التي لا ند لها كصلابة الصخر والحديد بإطلاق دوي النجاح المتتالي لمنظومات السلاح التكتيكي والاستراتيجي الرائد”.
- عاش القائد المُلهَم كيم جونغ وون!
- عاشت جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية الزوتشية متألقة وعظيمة!
- عاش الشعب الكوري المخلص لزعيمه الفذ كيم جونغ وون!
- ملاحظة: مُعِدَّاَ هذه المقالة سوداح ونيدوغينا حائزان على أوسمة وميداليات وشهادات تقدير رسمية كورية، وسوداح حائز على شهادة بلقب “الصحفي الفخري لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية”، والذي تم الموافقة عليه بخاتم وزارة الخارجية الأُردنية.
/ انتهى/.