المنتدى الصيني الافريقي 2024 .. التعاون الزراعي الصيني الأفريقي يعزز تنمية دول حوض النيل
يبلغ طول نهر النيل حوالي 6670 كيلومترًا ويتدفق عبر مصر ورواندا وأوغندا وإثيوبيا ودول أفريقية أخرى. وقد شهدت السنوات الأخيرة، تنفيذ الصين ودول حوض النيل تعاونا زراعيا نشطا، باستخدام أصناف جديدة، ومرافق جديدة، وتكنولوجيات جديدة لمساعدة البلدان على تحسين قدرتها الإنتاجية الزراعية، وضخ حيوية جديدة في تنمية دول حوض النيل، وجلب فوائد ملموسة لشعوب جميع البلدان.
زراعة الأرز التجريبي .. جعل منطقة بوتاليجا في أوغندا “أرض الوفرة”
حقق روبرت أحد مزارعي الأرز في منطقة بوتاليجا بوسط أوغندا مؤخرًا، حصادًا وافرًا من صنف الأرز الصيني الذي زرعه على أساس تجريبي. وقال روبرت: “أنا أزرع الأرز منذ أكثر من 20 عاما، وهذه هي المرة الأولى التي أنتج فيها مثل هذا المحصول الوفير، وأنا ممتن لتوجيهات خبراء التكنولوجيا الزراعية الصينيين”.
وتتمتع أوغندا، المعروفة باسم “مدينة الهضبة المائية”، بمناخ معتدل وأمطار غزيرة، ويعتمد أكثر من 70% من سكانها على الزراعة لكسب عيشهم. ومنذ منتصف وأواخر السبعينيات، أرسلت الصين خبراء زراعيين على التوالي إلى منطقة بوتاليجا للمساعدة في بناء أنظمة الري المحلية، وإدخال أصناف جديدة من الأرز وتوفير التدريب على تكنولوجيا الزراعة للمزارعين.
منذ عام 2012، أرسلت الصين خبراء وفنيين زراعيين إلى أوغندا في إطار التعاون بين بلدان الجنوب لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، لتبادل التكنولوجيات الجديدة بنشاط مع المزارعين المحليين والمساعدة في زيادة قدرة الإنتاج الزراعي المحلي. وفي الوقت الحالي، دخل المشروع مرحلته الثالثة، وقد أرسلت الصين ما يقرب من 60 خبيرًا زراعيًا لمساعدة أوغندا في تطوير الإنتاج الزراعي، مما يفتح طريقًا جديدًا للمزارعين المحليين للتخلص من الفقر وتحسين الدخل.
“تعتمد المرحلة الثالثة من مشروع التعاون بشكل أساسي على المنصتين الرئيسيتين لمركز عرض التكنولوجيا الزراعية للصداقة بين الصين وأوغندا والمنطقة الصناعية للتعاون الزراعي بين البلدان لتعزيز التكنولوجيا الصينية على نطاق أوسع ومساعدة التنمية الزراعية المحلية.” قال شياو تشيانغ، رئيس مجموعة خبراء الزراعة الصينية للمساعدة على أوغندا، إن الزراعة العضوية تعد أحد الجوانب المهمة للتعاون الزراعي مع أوغندا. ولا يقتصر المشروع على تقديم أصناف الأرز الهجين الجديدة والموفرة للمياه في الصين والمقاومة للجفاف فحسب، بل يعزز أيضًا تكنولوجيا تربية الأسماك في حقول الأرز. مضيفا: “إن تربية الأسماك في حقول الأرز لا تضمن الاستخدام الفعال للموارد الزراعية فحسب، بل تعزز التنمية العضوية للبيئة الصناعية أيضًا.”
بناء آبار المياه .. جعل المياه نظيفة وصالحة للاستهلاك البشري
بعد القيادة لمدة ساعتين تقريبا شرقا من كيجالي، عاصمة رواندا، إلى قرية شيكا في منطقة كايونزا بالمقاطعة الشرقية من البلاد، اين تقع ” مدرسة الرؤية الابتدائية”، يقوم فيها المعلمون والطلاب بسحب المياه من البئر. حيث يتم فك الصمام، لتتدفق المياه الجوفية الصافية من الصنبور.
ويعد هذا واحدًا من 200 بئر ساعدت الصين على رواندا في انشائه. وقد تم تنفيذ المشروع من قبل فرع وسط وشرق أفريقيا للمجموعة الصينية للهندسة الجيولوجية المحدودة.
تعاني العديد من مناطق رواندا من نقص حاد في المياه. وفي السنوات الأخيرة، عززت الصين ورواندا التعاون الزراعي بقوة، وتعاقدت الشركات الصينية على عدد من مشاريع الحفاظ على المياه الزراعية والري، وفي الوقت الذي ساعدت فيه رواندا على تحويل المنحدرات القاحلة إلى أراض زراعية خصبة، فقد نجحت أيضا في حل مشكلة نقص المياه المحلية. لقد ساهم مشروع 200 بئر الصيني في مساعدة رواندا لبناء 170 بئرًا يتم تشغيلها يدويًا، و20 بئر مراقبة، و10 آبار مضخات غاطسة تعمل بالطاقة الشمسية في 11 منطقة بالمقاطعات الشرقية والجنوبية من رواندا، كما يزود المشروع بدعم الخدمات الفنية مثل اختبار جودة المياه وتدريب الموظفين لرواندا.
“في الماضي، يحصل القرويون على المياه للشرب من الأنهار والبحيرات والقنوات والمستنقعات.” وقال بالاهين يوزا، أحد القرويين في قرية شيكا، إن آبار المياه التي تم بناؤها بمساعدة الصين دخلت حيز الاستخدام منذ أكثر من عامين. وقد لبّت احتياجات المياه لأكثر من 100 ألف قروي محلي. كما قامت الشركات الصينية بتركيب أنظمة الكلور (الكلورة) لتطهير مياه الآبار، وحل مشاكل سلامة مياه الشرب.
قال أومجوانازا، رئيس إدارة خدمات إمدادات المياه الريفية بهيئة المياه الوطنية في رواندا، إن الآبار التي بنيت بمساعدة الصين توفر حلا مستداما لمشكلة نقص المياه. ” تستطيع روندا من خلال إضافة آبار المراقبة وآبار المضخات الغاطسة بالطاقة الشمسية إجراء مراقبة ديناميكية طويلة المدى لجودة المياه المحلية ومستويات المياه، وتجميع الخبرة من أجل الاستخدام المستدام لموارد المياه المحلية.”
ذكرت صحيفة “نيو تايمز” الرواندية أن مشروع 200 بئر رمزا هاما للصداقة بين رواندا والصين. وقال جان داماسينا، نائب عمدة مقاطعة كايونزا المسؤول عن الشؤون الاجتماعية، إن الآبار الجديدة سيكون لها تأثير إيجابي على صحة وسعادة السكان المحليين: “نحن جميعا سعداء لاستكمال مشروع الحفاظ على المياه في رواندا. وإن التعاون الصيني سيجلب المزيد من الفوائد للشعب الرواندي.”
التعاون الفني .. المواصلة في تعزيز تبادل وتدريب المواهب الزراعية بين البلدين
أشار مونوجيتا، عميد كلية هوريتا للتعليم المهني في ولاية أوروميا بإثيوبيا، والمختصة في المجال التجريبي الزراعي، إلى كيزان الذرة القوية، قائلاً: “انظروا، هذا هو ما قادنا خبراء الزراعة الصينيون إلى زراعته. ويتمتع هذا الصنف الجديد القادم من الصين بمزايا واضحة مثل الإنتاجية العالية والجودة الممتازة والمقاومة القوية للأمراض والآفات.”
وأوضح مونوجيتا أنه من خلال مساعدة الصين لمشروع التعليم المهني الزراعي في إثيوبيا، قدم الخبراء الصينيون ستة أصناف من الذرة تم زراعتها حديثا في الصين إلى المنطقة المحلية، وكانت الزراعة التجريبية ناجحة من خلال الجهود المشتركة للخبراء من الجانبين. وفي الوقت الحالي، تقوم وزارة الزراعة الإثيوبية بتعزيز العرض على نطاق واسع والترويج للزراعة.
يمكن لأصناف الذرة الممتازة التي تم اختيارها والترويج لها في الصين أن توفر دعما قويا لترويج وتطبيق أصناف زراعية جديدة في إثيوبيا. لذلك، من المهم إجراء تجارب زراعية. قال سيبكا، مدير قسم النبات بكلية هوريتا للتعليم المهني، إنه بتوجيه من الخبراء الصينيين، قاد الطلاب إلى فرض رقابة صارمة على جوانب مثل الري والتسميد وإزالة الأعشاب الضارة ومكافحة الآفات، وفي يونيو من هذا العام، أدت تجربة زراعة الذرة إلى حصاد وفير.
قال بنغ دا جون، المدير العام لمشروع التعليم المهني الزراعي الإثيوبي بمساعدة الصين، إنه على مدار العشرين عامًا الماضية من تنفيذ المشروع، أرسلت الصين ما مجموعه 524 خبيرًا زراعيًا إلى إثيوبيا للتدريس، ودربت ما يقرب من 100 ألف معلم وطالب وفني زراعي محلي. “لقد قام المشروع بتدريب عدد كبير من المواهب الفنية الزراعية للمنطقة المحلية. واليوم، يعمل العديد من المتدربين في المجال الزراعي في إثيوبيا. وفي المستقبل، سنواصل تقديم أصناف جديدة وتقنيات جديدة وتسهيلات جديدة من الإنتاج الزراعي الصيني إلى إثيوبيا، كما سنواصل تعزيز التبادلات وتدريب المواهب الزراعية بين البلدين.”