
بقلم # الدكتور# محمد سعيد طوغلي

مسمار جديد يدق في نعش الديموقراطية الغربية. واستخفاف واضح للقوانين الدولية التي تنص على حماية القادة السياسيين الذين هم صمام الأمان لضمان الاستقرار ووقف الحروب والنزاعات.
إن اغتيال اسماعيل هنية اليوم هو عمل إجرامي يستنكره كل أحرار العالم ويعتبرونه انتهاكاً خطيراً لحقوق الإنسان وقيم الحياة والديمقراطية.
يعد اغتيال هنية عملاً غادراً وبغيضاً يثير الفوضى والاضطرابات السياسية، ويشوه الحريات والحقوق الأساسية للشعوب، ويعكس ثقافة العنف وعدم الاحترام التي من المهم التصدي لها بكل حزم. يجب على المجتمع الدولي والمؤسسات الحكومية والمدنية أن تتحد لمحاسبة الجناة ومنع مثل هذه الأعمال الشنيعة من التكرار .
ينتج عن اغتيال القادة السياسيين فجوات في القيادة والحكم، مما يفتح الباب أمام المزيد من العنف وعدم الاستقرار.
إن عمليات اغتيال القادة السياسيين تعتبر سلوكاً متوحشاً بشعاً وغير إنساني، يعكس ضعفاً وتدنيا في مجموعة القيم والأخلاق، ويشكل تهديداً خطيراً للسلم والأمان الاقليمي .
قد يكون اغتيال اسماعيل هنية عملاً يظن منفذوه انهم اصابوا المقاومة في مقتل، واوهنوا من عزيمتها، لكن في الحقيقة سيكون إشعالًا جديداً لشعلة المقاومة والصمود، بدلاً من اليأس أو الاستسلام.
نعم لقد زادت عملية الاغتيال من إصرار الناس على مواصلة الكفاح والتمسك بالقيم والأهداف التي يناضلون من أجلها.
في عالم السياسة، يعتبر اغتيال القادة السياسيين تحديا ً كبيراً للمقاومة، ولكن في نفس الوقت، يمكن أن يولد قادة جدد ينهضون بالقضية، ويوحدون جهود الناس من أجل تحقيق العدالة والتغيير. يمكن أن يكون القائد الجديد قابض على الجمر إذ أنه نتاج للوضع الحالي المحتر في هذه الوقائع اليومية الدامية التي نشهدها يوميا، لذا، سيكون أكثر صلادة وعزماً وتصميماً في مواصلة الكفاح حتى النصر.
إن الصمود والثبات أمام أعمال العنف والاغتيال يمكن أن يعزز الوحدة والتضامن بين الناس، ويجعلهم أكثر تصميماً على تحقيق العدالة واسترجاع ارضهم السليبة.
تعكس هذه الصدمات قوة الإرادة والاصرار على الاستمرار في النضال من أجل تحقيق النصر .
إن قدرة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة على الثبات والصمود أمام الصعاب إنما تتجسد في تحقيق وعي القيادة الجديدة وتجديد النضال من أجل بناء مجتمع أفضل.
على الغرب ان يعلم أن تعزيز و تقوية الديمقراطية وحقوق الإنسان يتطلب احترام الحياة وعدم اللجوء إلى العنف كوسيلة لحل الخلافات السياسية.
وعلى الرغم من الصعوبات التي قد تواجه القادة السياسيين، إلا أن الحلول البنائية والسلمية يجب أن تكون الطريقة المثلى لحل الصراعات والخلافات. يتعين على المجتمع الدولي إدانة ورفض اغتيال القادة السياسيين، والعمل الجماعي من أجل تعزيز ثقافة السلم والتسامح واحترام حقوق الإنسان.
يجب أن نؤكد على أن اغتيال الشهيد اسماعيل هنية يعد عاراً على جبين الإنسانية؛
وينبغي علينا جميعاً العمل معاً للحفاظ على الحياة والسلم والاستقرار في المجتمعات. لنتعاون من أجل بناء عالم أفضل يسوده العدل والاحترام والسلام. .
.